تعديل

الاثنين، 9 يونيو 2014

الاثارة والاستجابة

إن مصطلح المثير والاستجابة من المصطلحات المستخدمة في مجال سيكلوجية التعلم ونظرًا لأن السلوك الواحد ينطوي
على العديد من المثيرات أو الاستجابات وأحيانًا قد يحتوي السلوك على كليهما معًا مما يجعل تعريف كل من المثير والاستجابة ينطوي على شيء من الصعوبة.
وبعيدًا عن تعقيد الأمور فقد ورد في تعريف المثير على أنه "الحادث الذي يمكن للملاحظ الخارجي تعيينه وذلك بافتراض أن لهذا الحادث تأثيرًا في سلوك المُلاحَظ"...
ومن هذا التعريف يتم حصر وقصر المثير على الأشياء الفيزيائية الملموسة أو المحسوسة «بالسمع والبصر والشم ...الخ» ويفترض وفق هذا التعريف أيضًا أن يكون للمثير تأثيرًا في سلوك الفرد الملاحظ استجابة لرد الفعل بحيث يستجيب هذا الفرد بطريقة ما عند تعرضه لهذا المثير.
أما في سلوكنا اليومي فمعظم سلوكياتنا عبارة عن استجابة للمثيرات الخارجية. لكن ما نود الإشارة إليه يكمن في إدراك نقطتين يمكن صياغتهما في سؤالين:
١ ـ كيف نتحكم في المسافة الزمنية التي تفصل بين المثير والاستجابة لدينا؟
٢ ـ كيف نتحكم في مقدار و حجم ردود أفعالنا واستجابتنا للمثيرات الخارجية؟
إن التحكم في الفترة الزمنية الفاصلة بين المثير والاستجابة هو الأمر الذي يمكننا من الاختيار بين البدائل المختلفة فنختار الأفضل والأنسب والأكثر ملائمة.
هذه المسافة بين المثير والاستجابة لابد وأن تكون كافية لتفريغ أي شحنة للأحاسيس السلبية خاصة والتي تدفع الإنسان
لسرعة الاستجابة في الوقت الذي تعوق فيه هذه السرعة استعراض الفرد للبدائل المختلفة والمقارنة بينها.
ومن هنا تأتي ردود الأفعال الانفعالية والتي كثيرًا ما تكون خاطئة وغيرمناسبة وتورد صاحبها المهالك.
إن التحكم في المسافة بين المثير والاستجابة هي من النقاط الفارقة بين الإنسان و سائر الكائنات وهي أيضًا من النقاط الفارقة بين الإنسان العادي والإنسان الحكيم المتمتع بدرجة عالية من النضج العاطفي وارتفاع المستوى العلمي، والثقافي ، والخبرة، والثقة بالنفس، و تقدير الذات، والالتزام الديني والأخلاقي.
إن الحلم والحكمة هما الصمامان اللذان يحددان المسافة اللازمة بين المثير والاستجابة لدى الإنسان فكم من بيوت خربت وكم من أطفال شردت وكم من أرحام قطعت وكم من أحباب تحولوا إلى أعداء بسبب غياب الحلم والحكمة أو بلغة هذا المقال قصر المسافة بين المثير والاستجابة.
اللهم ارزقنا العلم والحكمة والصبر والأناة.
مقالة أخرى المثير:
هو المنبه أو المحرك الذي يوقظ في نفس الإنسان الإحساس والاتجاه نحو فعل من الأفعال بعد أن يلقى هذا المثير استجابة داخلية من الإنسان- سواء كانت هذه الاستجابة غريزية أو عقلية. فالمثير أو المنبه ينحصر دوره إذن في إلفات النظر وتحريك قوي الفرد الذاتية نحو موضوع الإثارة، فكل موضوع يلقى استجابة داخلية عند الإنسان هو بالنسبة إليه مثير يدفعه نحو اتخاذ موقف معين. فالمرأة مثير بالنسبة للرجل تثير إحساس الجنس لديه وتنبهه، وصورة العقاب تسلك كمخيف يثير الشعور بالرعب والخوف عند الإنسان، والظاهر الطبيعية تتخذ موقع المثير للتفكير والتأمل، موضوع الجمال يسلك كمنبه لإحساس الإعجاب بخلق في نفس الإنسان، ولا يمكن للمثير أن يؤدي دورة في تقرير الموقف الإنساني أو أحدث سلوك معين إلا بالاعتماد على:

1- الإحساس بالمثير عن طريق وسائل الحس والأدوات الحسية التي تجمع المعلومات الحية مثل العين والأذن واللمس...
2- حدوث الإثارة الداخلية في النفس الإنسانية بعد شعورها بالحاجة إلى هذه الشيء كالطعام والجنس والمعرفة... أو شعور الإنسان بالخطر كشعوره بالألم أو الخوف أو المكروه... فيستجيب الإنسان لهذه المؤثرات وينفعل بها بعض النظر عن أن هذا الانفعال يجري بصورة شعورية أو بصورة لا شعورية.

3- اتخاذ الموقف الإرادي وإصدار الأوامر الذاتية بالتعامل سلباً أو إيجاباً مع موضوع الإثارة، كالإقدام على تناول الطعام أو رفض الذم أو مواجهة الخوف...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More